الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد،

فإن المشاركة في الانتخابات البرلمانية في بريطانيا بالتصويت أو التشجيع أو بالمال أو بالترشح تندرج تحت قاعدة الوسائل في الشريعة الإسلامية؛ لذا فإن حكمها هو حكم مآلاتها من حيث تحقيق ما فيه مصالح المسلمين والمجتمع الذي يقيمون فيه وتكميلها، ودفع المفاسد وتقليلها، والقاعدة الشرعية أن الوسائل لها أحكام المقاصد)، وبعبارة أخرى (وسائل الأمور كالمقاصد).

وليس لهذه المسألة علاقة بالعقيدة؛ لأنها من المسائل العملية المتعلقة بالمعاملات مع غير المسلمين في تحصيل المصالح المشتركة، ودفع المفاسد المشتركة؛ فإن كان في مآل مشاركة البعض خير، فإنه سيعم المشاركين فيها وغير المشاركين، وليس هناك ضرر أو مفسدة تخص البعض أو تعم الجميع بسبب المشاركة.

ولأن مناط (سبب) المشاركة هو تحقيق المصالح وتكميلها، ودفع المفاسد وتقليلها، فإن المشاركة ينبغي أن تكون لصالح الحزب أو الأفراد الذين تحقق بهم تلك المقاصد دون اشتراط الإسلام فيهم.

وهذه المسألة من النوازل التي تختلف في حكمها وجهات النظر؛ سواء في أصل مشروعيتها، أو في تقدير المصالح والمفاسد المترتبة عليها، لذا فإنه لا ينبغي أن تكون سببا للاختلاف المذموم، والإنكار على المخالف، كما لايجوز لغير المتخصصين أن يخوضوا فيها؛ إذ لو سكت هؤلاء لقل كثير من الخلاف.

وفق الله الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين وخير الإنسانية جمعاء.

كتبها ووقعها الدكتور عثمان بن محمد الأخضر شوشان برمنجهام (بريطانيا)

1441/04/01هـ الموافق 2019/11/28م